04 April 2008

OH IBU! ENGKAU RATU HATI KAMI GEN77






يجيء الاحتفال بعيد الأم وهي المناسبة التي جري العرف الاجتماعي بالاحتفاء بها كل عام تكريما للأم واعترافا بفضلها في الواحد والعشرين من شهر مارس متواليا هذا العام علي سبيل التعاقب مع احتفال المسلمين بذكري المولد النبوي الشريف فلا يكاد احتفالهم بهذه الذكري العطرة ينتهي في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول وهو يوم خميس حتي يليه يوم الجمعة الموافق لواحد و عشرين من مارس وهو اليوم الذي جرت الأعراف الاجتماعية فيه باحتواء مظاهر الاحتفاء بالأم واحتضان مختلف أنواع السلوك الأسري التي تدل علي حب الأبناء لأمهاتهم والاغداق عليهن من مظاهر الكرم التي تعبر عن صدق هذا الحب وانه نابع من قلوب الأبناء ويمثل نوعا من الوفاء لتوصية النبي صلي الله عليه وسلم بالأم حينما قرر لها مزيدا من البر وحسن الصحبة في حديثه الصحيح عندما سأله أحد الصحابة عن أحق الناس بحسن صحبته قائلا: "من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك" فأثبت للأم ثلاثة أضعاف ما قرره للأب من حسن الصحبة وذلك تأكيدا لحقها وتذكيرا بما فات من أفضالها علي الابن حين قاست معه آلام الحمل والرضاعة والحضانة وهو صغير لا يدرك أو صبي لا يميز وقد يظن لذلك انها لم تقدم له شيئا في صغره فجاء تكرار الحث علي حسن الصحبة في الحديث ليذكره بما عساه يكون قد نسيه من أفضال أمه عليه.
وإذا كانت تلك العادة تؤدي إلي ان يكون الاحتفاء بها يوما واحدا إلا ان هذا الاحتفاء لا يمنع من تواصل الاحتفاء بها طول العام ومع ذلك فإنه قد يذكر المهمل أو يستلفت اهتمام المشغول بأمور حياته أو أسرته عن أمه ولهذا كان في تخصيص هذا اليوم ما يجعله من قبيل الأعراف الطيبة التي يراها الناس حسنة والتي يصدق عليها ما جاء في الأثر القائل: ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن.
ولعل في تواصل هاتين المناسبتين ما يوحي بتواصل معاني الرحمة في حياة الأمة الإسلامية فالأم مصدر للرحمة والعطف والحنان ومحمد صلي الله عليه وسلم هو نبع الرحمة الإلهية للبشرية كلها فقد أرسله الله رحمة للعالمين وكان في رحمته بالأمة كالأب والأم لكل فرد فيها وهذان في الدنيا هما الرحماء.

-genghiz

No comments: